ان الشعب الفلسطيني عانى ويعاني من فقدانه لأرضه التي يحتلها قراصنة العصر الحديث بني صهيون والذين حاولو الامعان في سياسة الاحلال الممنهج وشطب الهوية الفلسطينية وهذا ما جعل الفلسطيني يخوض معارك عديدة أهمها معرفة البقاء
وتعددت جبهات النضال الفلسطيني وتنوعت الياته واختلفت اساليبه ففي المنفى القصري كانت جبهة النضال متسعة بحجم عنفوان وإصرار الفلسطيني على الانخراط مع المجتمعات التي يعيش فيها محافظا على حقه وعلى هويته الوطنية ثقافيا وتاريخيا
ولقد احتاج الفلسطيني في مناطق الشتات الي أطر كدنية تعبر عن رحيته وهويته الفلسطينية وذلك من منطلق الالام والتهجير والعذابات التي تعرض اليها الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 ليصبح في غالبيته فردا ناجحا متعلما متمسكا منجزا طور ذاته واستطاع البناء وبذلك يكون قد طبق عمليا وواقعيا نظرية ( التسلسل الهرمي لماسلو لاحتياجات الانسان) والتي في كل مرحلة يتم الاشباع فيها ينتقل الي طبقة أخرى من قاعدة الهرم الي قمته مثلا القاعدة الأساسية للاحتياج الإنساني يتمحور حول الاحتياجات الفسيولوجية كتأمين الغذاء والشرب والدفء يليها حاجات الأمان يأتي بعد ذلك الاحتياجات الاجتماعية المتمثلة بحاجة المرء الي التواصل الجماعي أي الانتماء الي كل الذي يعبر عن معتقداته وتوجهاته ويمثل ارادته في المرحلة الرابعة يرتقي الانسان كتراكم جماعي فيكسب الاحترام والتقدير للذات الجماعية التي تصبح تعبيرا عن وطنا معنويا وفي قمة الهرم تأتي الحاجة لتحقيق الذات من خلال الابداعات المتنوعة والتي تمكن من تحقيق الإنجازات.
وتتابعا لما سبق يقودنا الامرالي ان اهم شروط استمرارية وإنتاج اجسام فلسطينية مدنية هو الثبات الرصين للأداء والسلوك والذي يعتبر انعكاسا لحالة العمل المستمر النابع من الايمان والانتماء العميق بتلك المؤسسة وبأهدافها والياتها مما يقودنا الي تعبير بشفافية ان العمل التطوعي الجماعي داخل بعض مؤسسات المجتمع المدني في عديد الأمكنة يتعرض للوهن والضعف نتيجة لنفوذ شريحة من الذين لا يملكون الثوابت والمعتقدات الأساسية ولا الادراك المهني او الفقه الإداري والاهم عدم وجود الرغبة أصلا في الأداء ولغياب تلك الركائز المطلوب توافرها في من يرغب قيادة السلوك المؤسساتي الصحيح وهي:
- بلوغ مرحلة النضج الوطني او ما يسمى في ادبيات فلسطين اكتمال الوعي النضالي.
- الانتماء الواقعي للمؤسسة بعيدا عن التباين والمحاصصة واختلاف الرؤى ووجهات النظر.
- التفرغ الوقتي المطلوب حتى ولو ان هذا العمل تطوعيا غير ربحي فهو ملزم في مكان ما، وإمانه يجب ان يحافظ عليها لا ان يكون ذيل الأولويات.
- الجهد والعطاء والابتكار والبعد عن الحالات النمطية، فلا يمكن الولوج الي الابداع الا من خلال عمل وجهد كبيرين.
- الإحساس بالمسؤولية وبالواجب الوطني.
- الحكمة والحنكة من خلال أداء جماعي وليس فئوي، والتميز بين من يؤدي وبين من يعطل.
ولأننا معشر الفلسطينيون نحتاج الي تمكين جالاتنا المؤسساتية لابد من القتال من اجل إبقاء كل الصروح على قيد العمل ولا بد من الدفع بأولئك الأشخاص الذين هم يمتلكون الإرادة والرغبة والوعي لقيادة الدفة ولابد من التعامل مع المكونات الكاملة لاي مجتمع فلسطيني على أسس وثوابت منطقية من خلال نوايا وطنية صادقة والانتصار للنخب العاملة.